باب توحيد الربوبية

الله رب كل شيء، ومعنى ذلك، أن الله عز وجل، مالك كل شيء، وخالق كل شيء، ومدبر شؤون ملكه وخلقه بأمره.

قال تعالى في سورة آل عمران: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

وقال تعالى في سورة الأنعام: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)

وقال تعالى في سورة الأعراف: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)

وقال تعالى في سورة السجدة: (يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ)

وقال تعالى في سورة الأنبياء: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)

قوله: (لَفَسَدَتَا) أي: السماوات والأرض.

وقال تعالى في سورة المؤمنين: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)

قلت: بيّن الله تعالى لنا، أنه لو كان هناك إله غيره، لدفعه حبّ التفرّد بالملك والسلطان، إلى الانعزال بخلقه، ولسعى إلى مغالبة الإله الأخر، ليخضعه لملكه وسلطانه، مما يشغله عن رعاية خلقه، فيكون في ذلك هلاكهم، فتبيّن بذلك، أنه ليس هناك سوى إله واحد، ولذلك نرى الكون قائماً لم يدمّر.

فمن زعم أن هناك ربّاً أخر، أو أن لله عز وجل شريكاً في ملكه، أو خالقاً غيره، أو مدبراً يدبر الأمر معه، فقد أشرك الشرك الأكبر، الذي لا يغفره الله تعالى.