قال تعالى في سورة آل عمران: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
وقال تعالى في سورة آل عمران: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
وقال تعالى في سورة يونس: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ)
وقال تعالى في سورة الطلاق: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب". ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا، وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما الذي تخوضون فيه؟". فأخبروه فقال: "هم الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون؛ وعلى ربهم يتوكلون". فقام عكاشة بن محصن، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "أنت منهم". ثم قام رجل آخر، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "سبقك بها عكاشة".
رواه البخاري ومسلم.
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك؛ لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون".
رواه مسلم.
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أيضا، قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.
وفي رواية، قال: كان آخر قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل.
رواه البخاري.
وعن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنَّكم تتوكلون على الله عز وجل حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطانًا".
رواه الترمذي.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا. فقال: "ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما".
رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز".
رواه مسلم.
قلت: فهذه هي طريقة الأنبياء والصالحين، لا يتوكلون إلّا على الله عز وجل وحده لا شريك له، والله ما وجدنا الله عز وجل ولا أنبيائه، يأمرون الناس بالتوكل على الملائكة، أو على رجال الغيب، أو على أحد من الأنبياء أو الصالحين، وإنه لا يدعو الناس إلى ذلك، إلا داعية من دعاة السُبُل الشيطانية، الذين يدعون الناس إلى النّار.