باب أن الله كتب مقادير الخلائق في الكتاب

قال تعالى في سورة الأنعام: (وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَیۡبِ لَا یَعۡلَمُهَاۤ إِلَّا هُوَۚ وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا یَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةࣲ فِی ظُلُمَـٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبࣲ وَلَا یَابِسٍ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینࣲ) 

وقال تعالى في سورة يونس: (وَمَا یَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَلَاۤ أَصۡغَرَ مِن ذَ ٰ⁠لِكَ وَلَاۤ أَكۡبَرَ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینٍ)

وقال تعالى في سورة طه: (قَالَ عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّی فِی كِتَـٰبࣲۖ لَّا یَضِلُّ رَبِّی وَلَا یَنسَى)

وقال تعالى في سورة الحديد: (مَاۤ أَصَابَ مِن مُّصِیبَةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَاۤۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ)

عن عبدالله بن عباس قال: هو شيء قد فرغ منه من قبل أن نبرأ النفس.

وعن قتادة بن دعامة في قوله: (مِن مُّصِیبَةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ) قال: هي السْنُون. وفي قوله: (وَلَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ) قال: الأوجاع والأمراض. قال: وبلغنا أنه ليس أحد يصيبه خدش عود ولا نكبة قدم ولا خلجان عرق إلا بذنب وما يعفو أكثر.

رواه الطبري. 

قوله: "السْنُون" جمع سَنَة، وهو ما يقع من قلة الأمطار والقحط وندرة الماء والكلاء. 

ويصدق ذلك قوله تعالى في سورة النساء: (مَّاۤ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةࣲ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَاۤ أَصَابَكَ مِن سَیِّئَةࣲ فَمِن نَّفۡسِكَۚ)

وقال تعالى في سورة الأنعام: (مَن جَاۤءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَاۤءَ بِٱلسَّیِّئَةِ فَلَا یُجۡزَىٰۤ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ)

عن منصور بن عبد الرحمن قال: كنت جالساً مع الحسن فقال رجل: سله عن قوله تعالى: (مَاۤ أَصَابَ مِن مُّصِیبَةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَاۤ) فسألته عنها فقال: ومن يشك في هذا كل مصيبة بين السماء والأرض ففي كتاب الله من قبل أن تبرأ النسمة. 

رواه الطبري.