باب الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك

 قال تعالى في سورة آل عمران: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)

قال عبدالملك بن جريج في قوله: (وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ) أي: لا يطع بعضُنا بعضًا في معصية الله.

رواه الطبري.

وقال تعالى في سورة النساء: (وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا)

عن عبدالله بن عباس قال: أي: وحّدوا.

رواه ابن أبي حاتم.

وقال تعالى في سورة الأنعام: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا)

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم، التي عليها خاتمه، فليقرأ: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) إلى قوله: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا).

رواه الترمذي في جامعه.

وقال تعالى في سورة الإسراء: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ)

وقال تعالى في سورة النحل: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)

قلت: والطاغوت، هو كل من طغى العباد، أي: تجاوزوا الحدّ في حبّه وتعظيمه، حتى جعلوه ندّاً لله تعالى، فصرفوا له شيئاً من العبادة، من الدعاء، أو الاستغاثة، أو الاستعانة، أو الاستعاذة، فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، أو الذبح له، أو النذر له، تقرباً إليه، لجلب نفع أو دفع ضر، وكل من صرف شيئاً من ذلك لغير الله تعالى، فقد جعله ندّاً لله تعالى، وإن زعم أنه لم يجعله ندّاً لله، فإن الأفعال تفضح الحقائق، ولولا أنه لا يعتقد بانه ندٌّ لله تعالى، ما صرف الدعاء له من دون الله.