باب لا يعبد لله بمكان يعبد فيه غير الله

عن ثابت بن الضحّاك رضي الله عنه، قال: "نذر رجلٌ أن يذبح إبلاً ببُوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا. قال: فهل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟ قالوا: لا. فقال رسو الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذرٍ في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم" اهـ

رواه أبو داود.

وقال تعالى في سورة التوبة: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)

قال أهل العلم: وذلك أن المنافقين، ابتنوا مسجداً ليكون لهم عذراً إذا اجتمعوا فيه للكيد بالمسلمين، وقدموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وتظاهروا أنهم يريدون أن يصلي لهم فيه للبركة، لكي لا يشك فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قد استعد للخروج لغزوة تبوك، فوعدهم أن يأتيهم بعد قدومه من الغزو، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، جاءه الوحي بخبر المسجد، فبعث أناساً من الصحابة إليه فهدموه.

قلت: ومن مساجد الضِرار، المساجد التي بناها أهل البدع والزيغ والضلال، والفرقة والكلام والجدل، ليصدوا الناس عن دين الله عز وجل، وينشروا من خلالها بدعهم المضلّة، وأراءهم الرخيصة، ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.