عن عبدالله بن أبي بكر، عن عُبَاد بن تميم، أن أبا بشير الأنصاري، أخبره، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بعض أسفاره، قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً، قال عبدالله بن أبي بكر: حسبت أنه قال؛ والناس في مبيتهم: "لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر، أو قلادة، إلّا قطعت".
قال مالك: أرى ذلك من العين.
رواه البخاري.
وعن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، عن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك". قالت: قلت: لم تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني، فإذا رقاني سكنت، فقال عبد الله: إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده، فإذا رقاها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أذهب البأس، رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما".
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطبراني.
والرقى، هي أدعية وتعاويذ تقرأ على الشخص.
ومثلها العزائم، إلا أن العزائم، تكتب على ورق أو جلد، وتغسل بالماء، ثم يشرب ماءها.
والتمائم، هي شيء يعلق على الأعناق أو الأيدي أو الأرجل، يزعمون أنها تحفظهم!
والتولة، شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والزوج إلى امرأته.
ويستثنى من الرقى والعزائم، ما خلا من الشرك.
عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنّا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك".
وعن عيسى بن حمزة، قال: دخلت على عبدالله بن حكيم، وبه حُمرَة، فقلت: ألا تعلّق تميمة؟ فقال: نعوذ بالله من ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعلّق شيئاً وكِل إليه".
رواه أبو داود.
وعن رويفع قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رويفع، لعل الحياة تطول بك، فأخبر الناس، أن من عقد لحيته، أو تقلّد وتراً، أو استنجى برجيع دابة، أو عظم، فإن محمداً بريء منه".
رواه أحمد.
وعن إبراهيم النخعي، قال: كانوا يكرهون التمائم كلها، من القرآن، ومن غير القرآن.
رواه ابن أبي شيبة.
وعن سعيد بن جبير، قال: من قطع تميمة من إنسان، كان كعدل رقبة.
رواه ابن أبي شيبة.
قلت: وصدق سعيد، فإن من قطعها من إنسان، فقد أعتق رقبته من النار.